لما يكون جسدك يتذكر الألم… وأنت نسيت

‏20 يونيو 2025 المدونة
مشاركة

🧠 لما يكون جسدك يتذكر الألم… وأنت نسيت

(الذاكرة الجسدية – The Body Keeps the Score)

فجأة تضيق صدرك… بدون سبب
تتهرب من ناس… بدون وعي
تخاف من الحب… رغم إنك تبغاه
وتحس إن في شي "ثقيل" عليك… بس ما تقدر تشرحه

هذا مو ضعف منك.
هذا جسدك… تذكّر الألم اللي أنت نسيت شكله.


🔬 الذاكرة الجسدية: لما الألم يعيش فيك… حتى لو نسيت تفاصيله

في علم النفس، هناك نوع من الذاكرة اسمه:
"الذاكرة الجسدية" – Somatic Memory
وهي تشير إلى قدرة الجسد على تخزين التجارب الصادمة، مو كأفكار… بل كإحساس، توتر، أو رد فعل فسيولوجي.

الدكتور "باسل ڤان در كولك" (مؤلف كتاب The Body Keeps the Score):

“الصدمة لا تُخزن في القصة… بل في الجسد.”


🧩 طيب، كيف تتكوّن الذاكرة الجسدية؟

كل تجربة مؤلمة ما قدرنا نعبر عنها في وقتها — سواء:

  • صدمة من أهل

  • خيانة

  • خوف مفاجئ

  • تهديد نفسي/جسدي

  • إحراج أمام الآخرين

  • شعور مزمن بعدم الأمان

لو ما حصل لها تفريغ نفسي أو جسدي،
راح يسجّلها الجهاز العصبي ويخزنها في الجسم كـ توتر، تشنج، أو شعور داخلي غير مفهوم.


🌀 الجهاز العصبي ما ينسى بسهولة…

تحديدًا الجهاز العصبي اللاإرادي (Autonomic Nervous System)
هو اللي يتحكم باستجابتك للخطر (Fight, Flight, Freeze)

ومع تكرار القلق أو التجاهل، الجسم يعلق في:

  • 🧊 وضعية "التجمّد" (Freeze) → لما تكون موجود بس مش حاضر

  • 🏃‍♀️ الهروب المزمن → انشغال دائم، تسويف، نوم مفرط

  • 😡 ردود فعل مفرطة → نوبات بكاء، قلق، صدود، حساسية

حتى لو نسيت الموقف…
جسمك عالق في إحساسه.


🔍 إشارات إن جسدك محتفظ بصدمة:

  • شعور داخلي مستمر بالاختناق أو الضيق

  • خوف أو توتر بدون سبب واضح

  • ردود فعل "مبالغ فيها" في مواقف بسيطة

  • انكماش جسدي أمام أشخاص أو أصوات معينة

  • هروب من الحب أو من الأمان

  • جلد الذات حتى في لحظات الراحة

  • تعب جسدي رغم عدم وجود مرض


🧘‍♀️ طيب… كيف أبدأ أتحرر من ذاكرة جسدي؟

1. توقف عن اعتبار نفسك "مبالغ"

مشاعرك حقيقية… حتى لو ما تقدر تشرحها.
ووجعك له جذر… حتى لو ما تتذكر القصة.

2. مارس "الاستشعار الجسدي الواعي" (Somatic Awareness)

خذ لحظات في يومك، وراقب:

وش تحس في جسمك الآن؟
فين الضغط؟ كيف التنفس؟ فين الانقباض؟
هل هذا الإحساس مرتبط بموقف قديم؟

الهدف: ترجع الاتصال بين عقلك وجسمك.


3. تنفّس… عشان "تفتح" القفل

التنفس العميق البطيء (مثل box breathing أو 4-7-8)
يرسل للجهاز العصبي إشارة:

"انتهى الخطر… أنت آمن الآن"

وهذي هي البداية لإعادة برمجة الجسد.


4. خفف التحكم… وخذ مساحة تحرّك

  • مارس رياضة خفيفة فيها وعي بالجسم (يوغا، مشي بطيء، رقص حر)

  • اكتب مشاعرك الجسدية، مو بس أفكارك

  • حضن ذاتي، لمس اليد، ضم الوسادة = تعويض عصبي عن الاحتواء الغائب


🕯️ لأن الجرح اللي ما تعالح…

راح يصرخ من خلال الجسد.

والأمان اللي ما عشناه في طفولتنا…
جسدنا راح يدور عليه طول العمر.

لكن الجميل؟
أنك تقدر تصنع هذا الأمان بيدك… وبحضورك… وبوعيك الجديد.