لما يكون البيت مصدر القلق… كيف نعيد تعريف الأمان؟

‏20 يونيو 2025 المدونة
مشاركة

🏚️ لما يكون البيت مصدر القلق…

كيف نعيد تعريف الأمان؟

مو الكل كبر في بيت "بيت".
بعض الناس كبروا في أماكن يسمونها بيت، لكنها كانت:
ساحة معارك، مصدر صراخ، مكان يُكتم فيه الصوت، أو تُدفن فيه المشاعر.

وفي كل مرة تحاول تهدأ… جسمك يتذكر إن الهدوء "ما كان أبدًا آمن".


🧠 أولاً: ليه نحتاج نعيد تعريف الأمان؟

علم النفس يقول:
الإنسان ما يبحث فقط عن الحب…
بل يبحث عن الشعور بالأمان داخل العلاقات، داخل جسده، داخل اختياراته.

لكن المشكلة:

إذا البيت – أول مكان في حياتك – ما قدّم أمان…
راح تتبرمج على إن:

  • الحب = خوف من الرفض

  • الأمان = سكوت مؤلم

  • الراحة = لحظة ما قبل الانفجار

  • القرب = خطر

وهنا تبدأ المتاهة: تدور أمان… وانت ما تعرف شكله.


📚 علميًا: كيف تتأثر نفسيتك ببيت مليء قلق؟

1. نظرية التعلق – Attachment Theory

(جون بولبي / ماري إينسورث)

الطفل يتعلم شعوره بالأمان من استجابة الأهل لاحتياجاته:

  • إذا الأهل كانوا متاحين عاطفيًا → تعلق آمن

  • إذا تجاهلوا مشاعره، أو جعلوه مسؤول عنهم → تعلق قلق أو تجنبي

👶 هذا ينعكس عليك كبالغ:

  • ما تثق بسهولة

  • تنتظر الأسوأ دائمًا

  • تخاف التعبير عن احتياجاتك

  • تبرّر للآخرين وتلوم نفسك

  • تحاول "تضبط كل شي" عشان ما تُرفض


2. مفهوم العائلة   – Family of Origin

وهو مصطلح في علم النفس يشير إلى إن كل معتقد، رد فعل، وطريقة حب نعيشها الآن… هي انعكاس لتجاربنا المبكرة.

البيت ما بس شكّل شخصيتك…
البيت بنى جهازك العصبي بالكامل.

لو كنت في بيت متوتر، جسمك تعوّد يعيش على حالة طوارئ:

  • قلبك يدق أسرع

  • ما تقدر ترتاح

  • دايم تتوقع خطر أو تهديد حتى لو الكل مبتسم

وهنا، يتكوّن داخلك سؤال صامت:
هل الأمان حقيقي… ولا لحظة مؤقتة قبل الخطر؟


🔁 طيب، إذا كبرت في بيت مو آمن… هل خلاص ضاعت حياتك؟

لا.
لكن لازم تسوي "إعادة تعريف" واعية للأمان.


🛠️ خطوات نفسية لإعادة بناء الأمان:

1. ✍️ اعترف بالواقع… بدون لوم

قولك "أنا ما شعرت بالأمان في طفولتي"
ما يعني إنك تلوم أهلك
بل يعني إنك تعترف بأثر التجربة على جهازك العصبي

الاعتراف = بداية التفكيك


2. 🧘 تعلّم كيف "تهدئ نفسك بنفسك"

من عاش بقلق دائم، يحتاج يبني أمانه داخليًا، مش ينتظره من الخارج.

جرب:

  • تنفس عميق من البطن

  • لمس اليدين أو القلب بلطف

  • طقوس ثابتة: كوب شاي، قراءة، صوت موسيقى هادئ

  • الكتابة اليومية لتفريغ التوتر

هذه الأشياء ترسل لجسمك إشارة: أنا آمن الآن


3. 🤝 ابنِ علاقات "صغيرة آمنة"

مو لازم علاقة حب…
علاقة فيها قبول، فيها استماع، فيها احترام لحدودك، تعيد برمجة شعورك بالارتياح مع الآخر

العلاقة الآمنة = تدريب داخلي على التعافي


4. 🧠 راقب "صوتك الداخلي"

هل صوتك دايم يقول:

  • “أكيد بزعلهم”

  • “أنا غلط”

  • “ما أستحق الهدوء”

هذا مش صوتك الحقيقي… هذا صوت برمجة الخوف.
ابدأ باستبداله بجمل أكثر رحمة مثل:

"أنا أستحق أمان نفسي حتى لو مافهموني"
"اللي أحتاجه مش كثير… لكنه مهم"


💡 تذكّر:

  • الأمان مو مكان

  • الأمان شعور داخلي تُعيد بناؤه بصبر

  • والطفل اللي داخلك… يمد يده الحين، مو يبي لوم أحد
    هو بس يبي تحضنه أخيرًا.